1111111

Slider[Style1]

سلاف-فواخرجي-(5)
بدأت الأسبوع الماضي، قناة (أبو ظبي) بعرض مسلسل (حارة المشرقة) للنجمة السورية سلاف فواخرجي، وهو عمل يضمّ نخبة من نجوم الدراما السورية، إخراج ناجي طعمة. وتكون بذلك قناة (أبو ظبي) مصرّة على تكريس مبدأ جدوى عرض الأعمال الدرامية، خارج سياق شهر رمضان، بدل حصرها بالشهر فقط. فقامت بعرض المسلسل قبل شهر فقط من حلوله، ليبدأ العمل بلفت الأنظار، خصوصاً وأنّ سلاف فواخرجي تُقدّم شخصية لم تجرؤ أبداً على تقديمها.
عندما شاهدت إعلان العمل، قبل شهر ونصف، فوجئت بسلاف تلعب دور مومس. دور امرأة تُقدّم جسدها لكل شارٍ، أو لكل من لديها معه مصلحة، فحملت هاتفي واتصلت بها أسألها: «معقولة عم تلعبي هيك دور؟»، فردّت: «يا رب، خايفة كتير، هيدا الدور كتير جريء وأول مرّة بقدّم هيدي النوعية، بس النص لفتني كتير».
لم أسأل سلاف حينها، عن كيفية تقديمها لهذه الشخصية، بل انتظرت لأشاهد، وفعلت حيث شاهدت حتى لحظة كتابة هذه السطور 6 حلقات وفوجئت بأنّ سلاف تلعب الدور بكل ما يحتاجه من أدوات وتقنيات نفسية وفيزيولوجية عالية. إن في طريقة لباسها ومشيها وسلوكها وكلامها ووقاحتها، فصرت أضحك، لأنّي لم أتخيل امرأة رصينة في هذا الإطارالفالت من كل الأدبيات، ولم أشاهدها تلعب شخصية جريئة بهذا الشكل.
سلاف فواخرجي (2)
سلاف تُقدّم دور المومس بثقة ودقّة، وقد تكون أذكى من أدّت هذا الدور، لأنّها لم تجعلني أشمئز منها، أو أكره مشاهدتها، أو أعاتبها على مبالغة في الأداء، فجاءت الشخصية «مبكّلة»، ومرسومة بشكل صحيح جداً، وممتعة أكثر مما توقعت.
في دردشة سريعة مع سلاف بعد مشاهدتي للحلقات الأولى، قالت: سعيدة بأصداء العمل، وسعيدة أكثر بتقبّل الناس للدور. وحين أخبرتها أنّي تأثرت كثيراً بالمشهد الذي تغسل فيه قدميّ زوجها «الأهبل»، قالت: «هيدا المشهد كتير مهم»، وهو الذي يكشف للمشاهد قصّة هذه الفتاة مع زوجها وما مرّت به.
سلاف تقدّم لنا فتاة الليل في كل حالاتها، في مراوغتها، كذبها ونفاقها واستغلاليتها، كما في خصوصية حالتها الإنسانية، فنراها تحكي آلاماً حوّلتها امرأة عاجزة إلا عن بيع جسمها، وتؤدي الحالين بإتقان بارع لا جدل عليه، كونها واحدة من أهم ممثلات سوريا والعالم العربي.
هذا العمل، جعلني أكتشف الشقّ المراوغ في سلاف الحقيقية، كما الشق الكوميدي، خصوصاً وأنّ النص يحمل الكثير من المواقف الطريفة، التي تؤديها بجودة أداء عالية جداً.
أتوقع لهذا العمل النجاح الكبير، خصوصاً وأنّ نصه جميل، رغم أنّه يعاني في بعض حلقاته من مماطلة أو «أوفرة» Over في التركيز على «جمعات» ثلاث رجال مسنّين في قهوة، وكان بالإمكان الاستغناء عن الكثير منها، لأنّها جاءت حشواً لا إضافة.
سلاف فواخرجي (1)
في العمل، عنصر مفاجئ آخر، وهو نجم شاب، يبدو أنّ العمل سيكرّسه نجماً منافساً على المرتبة الأولى، وهو معتصم النهار، الذي سبق وقدّم أدواراً كثيرة ونجح فيها.
دور معتصم من أجمل الأدوار، يُقدّم دور شاب متزمّت دينياً، يعيش نزاعاً مع محيطه وشباب جيله، فيتعرّف على شهيرة (سلاف فواخرجي) ويقع في غرامها، ويبدو أنّ لدوره مساحة ستفرض نفسها وستُقدّمه نجماً يستحق المرتبة الأولى، لأنّه موهوب وحقيقيّ في أدائه.
يبقى أن نتأسف على حال بعض محطاتنا، التي تُخضع الأعمال لمقصّ التشويه والرقابة، حيث يبدو واضحاً وبشكل مُقرف ومُستفزّ، اقتطاع (أبو ظبي) لجمل وحوارات بين شهيرة (سلاف) وشخصيات العمل، رغم أنّ معلوماتنا تؤكّد أنّ الجمل المقتطعة لا شيء فيها يستحق القص، لكنّ المحطة ارتأت أن تمارس سلطتها علينا وتمنعنا من المشاهدة بحجّة الجرأة لا الإبتذال لكن البعض قد يعتقد أن المقص استعمل ضد عبارات خادشة وفيها الكثير من قلة الحياء وإن عرضت فقد تنشر الرذيلة في المجتمع!

سلاف فواخرجي (10)
بانتظار عرض ثانٍ، على محطة أكثر انفتاحاً، سنضطر لأن نشاهد ما تفرضه علينا (أبو ظبي)، ونستمتع بما تبقى منه، آملين أن نبلغ يوماً، نفهم فيه متى نستخدم مقصّ الرقابة، وعلى أي مواضيع وأي مشاهد!
نحن نتفرّج  على شاشاتنا العربية والمحلية التي تغزوها كل برامج الفساد السياسي والديني والأخلاقي والمذهبي وكل نشرات التحريض والتشويه والكذب والدجل، وكلّها تمرّ، لكنّنا نقص كلمات «شهيرة» وتعابيرها، خوفاً من عطب ذوق الرأي العام و«تهييجه» أو إفساد أخلاقه








from الثقافة 24 http://ift.tt/1Kvt7UN

About im

مدونة معلومة 77 مدونة حديثة انشأت عام 2014 ، تهتم بنقل كل ما هو جديد من اخبار الفنانين و الممثلين ايضا معلومات هامة عن اخر الفضائح الفنية لتقريب المشاهد من حقيقة الخبر . طموحنا هو تقديم كل ما هو جديد و حصري لكل المتابعين على المدونة ،
«
Next
Article plus récent
»
Previous
Article plus ancien

Top